في شهر رمضان المبارك، يتجلى إحساس المسلمين بالتقرب إلى الله وتعزيز الروحانية من خلال أداء الصيام والقيام. ومن بين العادات والسنن التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بشهر رمضان هو تناول وجبة السحور.
تعد وجبة السحور مهمة إذ تمنح الصائم فرصة للتقرب إلى الله، ويستعد خلالها الجسم لاستيعاب تحديات الصيام خلال ساعات النهار. فهي ليست مجرد وجبة تناول الطعام في وقت مبكر من الليل، بل هي فرصة للتأمل والدعاء وتحقيق الاستعداد الروحي والجسدي لأداء الصيام بكل قوة وإيمان.
وقت السحور:
يبدأ وقه بعد منتصف الليل، لكن من السنة النبوية تعجيل الإفطار وتأخير السحور، وبذلك سمي السحور لأنه يقع في وقت السحر وهو آخر الليل .. قال -صلى الله عليه وسلم-: «بكروا بالإفطار، وأخروا السحور».
حُكم السحور:
يُستحب لِمَن أراد الصيام أن يتسحر.
الأدِلَّة:
من السنة:
عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((تسَحَّرُوا؛ فإنَّ في السَّحورِ بَرَكةً)).
من القرآن الكريم:
وقوله تعالى : "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ".
بركة السحور:
يشير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى فضيلة السحور: بقوله "تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً"، مما يُظهر أهمية هذه الوجبة في تعزيز القوة الجسمانية والروحية خلال فترة الصيام. ويؤكد القرآن الكريم على أهمية تناول وجبة السحور
وهو تقويةٌ للعبد على العبادة وزيادةٌ في النشاط، لعموم الاحتياج إلى الطعام، ولو ترك السَّحور لكان في ذلك مشقّة على البعض ممن لا يحتمل طول وقت الإمساك عن الطعام،
ومن بركاته اليقظة في وقتٍ مباركٍ يتنزّل فيه الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله فيقول: (هل من سائل يعطى؟ هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟) حتى يطلع الفجر، كما جاء في "صحيح مسلم"، وهذا الوقت فرصة للذكر والتسبيح والاستغفار.
ومن فضائله أنه مخالفةٌ لأهل الكتاب من اليهود والنصارى، الذين حُرموا من هذه المنحة الإلهيّة، فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (فَصْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السَّحَر) رواه مسلم
أهمية السحور وفوائده:
- يمد الجسم بالطاقة اللازمة أثناء فترة الصيام في النهار.
- يساهم في تجنب الشعور بالجوع والعطش بشكل مفرط خلال ساعات الصيام.
- يحفظ الصحة والقوة البدنية للصائم ويسهم في تحمل أعباء العمل والنشاط اليومي.
أطعمة مهمة فى السحور للحفاظ على طاقتك خلال الصيام:
1. الحبوب الكاملة مثل الشوفان والقمح الكامل.
2. الفواكه والخضروات الطازجة التي تحتوي على الألياف والماء مثل البطيخ والخيار والتفاح والموز والبطاطس.
3. البروتينات المصدرة من اللحوم البيضاء والمكسرات مثل اللوز والجوز.
4. البلح أو التمر.
5. الزبادي يساعد الزبادي في الحفاظ على صحة الأمعاء، كما أن البكتيريا الجيدة الموجودة في الزبادي ضرورية لصيام صحي.
6. الفول فهو غني بالبروتين ويساعد على إبقائك ممتلئًا لفترة طويلة.
هناك بعض الأطعمة التي يُفضل تجنب تناولها في وجبة السحور لتجنب الشعور بالجوع والعطش بشكل مفرط خلال ساعات الصيام. إليك قائمة ببعض هذه الأطعمة:
1. الأطعمة ذات محتوى عالي من السكريات البسيطة مثل الحلويات والمعجنات الغنية بالسكر.
2. الأطعمة المالحة بشكل مفرط مثل الوجبات السريعة والمأكولات الغنية بالملح.
3. الأطعمة الدسمة والدهنية بشكل كبير مثل اللحوم الدهنية والأطعمة المقلية بالزيوت.
4. الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين مثل الشاي والقهوة، حيث يمكن أن تزيد من الجفاف والعطش.
5. الأطعمة الحارة والتوابل القوية التي قد تزيد من الإحساس بالعطش خلال النهار.
6. الأطعمة الغازية والمشروبات الغازية التي تزيد من الانتفاخ والشعور بالتخمة.
تجنب هذه الأطعمة والمشروبات خلال السحور يمكن أن يساعد في الحفاظ على الشعور بالشبع والراحة خلال ساعات الصيام، ويسهم في تحقيق فوائد الصيام الصحية بشكل أفضل.