بعد عشر سنوات من الحرب الدائرة في سوريا والتي دمرت البنى التحتية بشكل كبير جداً وأدت الى نزوح اكثر من 6 ملايين شخص وفي غالبيتهم نزوح متكرر عدة مرات، وتمركز معظمهم في شمال غرب سوريا في مستوطنات النازحين وفي غالبيها عشوائية غير مخططة تفتقر لكثير من الخدمات، وكان أكثر المتأثرين هم الفئات الأكثر هشاشة وضعفاً متمثلة بالأطفال والنساء.

يعاني الأطفال في سوريا من محدودية الوصول الى التعليم كحق أساسي لهم نتيجة عوامل متعددة، فحسب الـ HNO2023 فهناك اكثر من 7000 مدرسة تعرضت للضرر او التدمير، وقلة في عدد الكوادر المتخصصة نتيجة انقطاع الرواتب والمخصصات المالية خاصة في الأرياف، وضعف الخدمات المدرسية مثل الأثاث والتدفئة والمرافق الصحية، مما أدى الى أكثر من مليونين طفل خارج العملية التعليمية و1.6 مليون مهددين بخطر التسرب من المدرسة، وحسب تقرير JENA2022  فإن 44% من أطفال شمال غرب سوريا خارج المدارس (19% م لم يسبق لهم الالتحاق بالمدرسة ابداً و 81% التحقوا ثم تسربوا) حيث كانت بعض الأسباب كالتالي: 26% نزوح متكرر، 12% بعد المدرسة، 11% عدم وجود مدارس في المخيمات، 17% غياب معلمين، 24% عدم أهمية التعليم في الحصول على العمل، 22% عادات تمنع الفتاة من التعليم.

نتج عن كل ذلك جيل من مختلف الاعمار لم يسبق له دخول المدرسة ولم يتعلم القراءة والكتابة مما يجعل مستقبله محفوفاً بالمخاطر.

كيف نبني مستقبل الأطفال وننقذهم من براثين الجهل؟

تعمل هدى الخيرية على تحديد مواقع تواجد الاطفال المحرومين من التعليم لأي سبب كان، وتعمل من خلال فريق معلميها المتنقل على تسجيل اسماء الطلاب وتحديد موقع للصف التعليمي بالتعاون مع اهالي المخيم او القرية.

تبدأ الدروس من خلال توزيع منهاج هدى التعليمي والذي يتضمن مواد اللغة العربية والرياضيات والقيم المجتمعية، كما يتم توزيع حقيبة قرطاسية ليستخدمها الطفل في أول تجربة فريدة له في التعلم، يلتحق الاطفال بالصف التعليمي طيلة 6 شهور بشكل يومي يتعلمون القراءة والكتابة ويتعلمون المهارات الحياتية المخلتفة، كما يعيشون تجربة مميزة من خلال أنشطة الدعم النفسي التي يقدمها المعلمون.

 يتميز فريق الملعمين  بأنهم ذوو كفاءة وخبرة، فقد تم استقطابهم بعناية واخضاعهم لدبلوم تأهيل تربوي يمكنهم من التعامل مع الاطفال الأميين من مختلف الأعمار.

هل هناك أثر لصفوف هدى التعليمية؟

بكل تأكيد، فالتعلم يخضع لمعايير عالية في المتابعة، فمشرفو هدى يتابعون اداء المعلمين بصورة دورية، ويجرون الاختبارات بصورة منتظمة للتأكد من تقدم مستوى الطلاب و كفاءة المعلمين.

حسب احصائية هدى الخيرية فإن 97% من الاطفال في صفوف هدى يتخرجون بقدرة عالية على القراءة والكتابة، ويلتحق العديد منهم بالمدارس الرسمية ضمن الصف الثالث والرابع الابتدائي مما يعوضهم عن السنين التي فقدوها وبلغت نسبة الملتحقين اكثر من 65%.

كيف تنقذ طفلاً من براثن الجهل وترسم حمله؟

اعتماداً على المنطقة المستهدفة وجاهزيتها من البنية التحتية تم تقسيم برنامج محو الأمية للمساهمة من خلال عدة أسهم، كالتالي: